لماذا أنا ملحد

– سألني و يسألني كثيرٌ من المؤمنين , لماذا أنت ملحد؟ , و قد وجدتُ أنه من الجيد , أن أعرض أسباب إلحادي كتابةً , مقسمة على بضع منشورات , منشور لكل سبب , اعرض كل سبب بتبسيط غير مُخل و بتفصيل غير مُمل , فدعني يا صديقي أحدثك عن السبب الأول , وهو عدم اقتناعي بفكرة الإله

– بالرغم من شيوع فكرة الإله المٌتطلب للعبادة و التقديس و الطاعة العمياء , بين مليارات البشر , لكن هذه الفكرة ليس عليها دليل مادي واحد , فالأديان اختلفت في من هو الإله , ولكنها كلها اتفقت على احتجابه أو قُل اختفائه عن البشر , فكلهم مجمعون بصورة أو أخرى خاصة الأديان الإبراهيمية , على عدم امكانية رؤية هذا الإله , و برروا ذلك بأسباب واهية , منها عدم استطاعة الإنسان رؤية الإله , بالرغم من أنهم ادعوا أن النبي موسى , و النبي محمد رأوا الله , وادعائهم هذا انتقاص من هذا الإله نفسه , الذي لو كان كلي القدرة لاستطاع اظهار نفسه للجميع , أو على الأقل ارسال رسالته للجميع بدون حاجة لرُسل من البدو المثيرين للريبة و الشك , كان بإمكانه على الأقل ارسال ملائكته المزعومة للبشر مباشرة , بدون الحاجة لرسول بشري مشكوك في أمره , فالأمر أقرب بكثير للتلفيق و الاحتيال منه للحقيقة , بينما ذهبت المسيحية أبعد من ذلك بكثير , فادعت أن هذا الإله له ابن بشري ارسله للأرض , و عند سؤالك عن كيفية حدوث ذلك بل و الدليل على ذلك , ردوا عليك بكلام غير مفهوم و لا معقول و أحيانا يختصرون عليك الأمر فيردوا , بأنك ستعلم عندما تموت! , و هذا يؤكد بما لايدع مجالاً للشك أن رجال الدين المسيحي مجموعة من المحتالين و النصابين , الذين ينصبون عليك في أغلى ما تملك , ألا وهو حياتك!.

– الأدلة التي يسوقها المؤمنون على وجود هذا الإله , هي كتبهم المقدسة المليئة بأطنان من الأخطاء العلمية و التاريخية و اللغوية , ومساويء الأخلاق , ودعوات التحريض و القتل و الإبادة الجماعية , وكتبهم المقدسة نفسها ليس عليها دليل أنها من أي إله , بل هي واضحة كالشمس بأنها من إنتاج البشر , يستخدمون الاستدلال دائري , و تعريفٌ للمجهول بالمجهول , بل أن أنبيائهم أنفسهم لا دليل على وجودهم كأشخاص حقيقيين تاريخيا , و لا يوجد لهم أي أثر و لا ذكر في آثار الحضارات القديمة!.

– حتى لو افترضنا وجود سبب أول عاقل لهذا الكون , ما الدليل على أن هذا السبب الأول العاقل هو إله مُتطلب للعبادة و التقديس ؟ , غير تلك الكتب الصفراء التي كتبها البدو البدائيين من آلاف السنين ؟ , ما الدليل على اهتمامه بهذا الكوكب الضئيل و ما يحدث عليه في خضم هذا الكون الشاسع ؟ لماذا تعتقد أن من انشأ هذا الكون يهتم بك و يراقبك و أنت تمارس الجنس أو تشرب كأساً من الخمر ؟ ألا تعتقد أن هذه فكرة تافهة ؟ هل يهتم رئيس الولايات المتحدة مثلا لمراهق يمارس الاستمناء؟ لا بالتأكيد , فكيف إذا يهتم من انشأ الكون بهذا الأمر التافه ؟!.

– المؤمنين يُلصقون صفات مثالية كُلية بهذا الإله , و هذه الصفات الكلية مستحيل أن تجتمع معاً , مثلا من المستحيل أن يكون الإله كُلي العلم و كٌلي الرحمة في ذات الوقت , لأنه إذا كان كُلي العلم , سيعلم مٌسبقا بالنتائج الكارثية للزلازل و البراكين و الأعاصير و الأمراض و الأوبئة , ومعنى أنه ترك هذه الأفعال لتحدث مع علمه بنتائجها أنه إله شرير عديم الرحمة و ليس كٌلي الرحمة! , أما إذا كان لا يعلم مٌسبقا بنتائج هذه الأفعال فهو إذا ناقص العلم و ليس كلي العلم , فصفات الإله الكلية التي وضعها المؤمنون هي صفات مستحيلة , و ما كانت صفاته مستحيلة فهو مُستحيل , فالإله الذي يتصوره المؤمنون مُستحيل الوجود منطقياً و عقلياً!.

– تعدد الآلهة , وتعدد تصوراتها بصورة واسعة الطيف , تصل إلى آلاف الآلهة لآلاف الأديان , يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك , أن فكرة الإله فكرة مُشوشة مُنتشعبة و أنها مجرد ظاهرة اجتماعية بدائية , تطورت وتفرعت آلاف الفروع , ظهرت في بدايتها كتصور بدائي للطبيعة بتخيُل آلهة للظواهر الطبيعية , ثم آلهة للحرب و للزراعة , ثم الإله المخفي فوق السماء!.

– الإله المزعوم عند المؤمنين , هدفه هداية البشر , و ارشادهم للصواب و لأسلوب الحياة الصحيح , لماذا إذا أرسل هذا الإله رُسله كلهم في بقعة جغرافية واحدة وهي الشرق الأوسط ؟ لماذا أرسل رسله بلغات غير مفهومة؟ لماذا لم يرسل رسالة بكل لغات العالم ؟ لماذا توقف عن ارسال الرسُل؟ مع أن البشر الآن أكثر احتياجاً من ذي قبل لهذه الرسالة المزعومة ؟

– أنا لا أعتقد أن من أنشأ الكون , لو كان كياناً عاقلاً , سيكتب ألوحاً حجرية لبدوي عبراني , أو ينجب ابناً بشرياً يركب حماراً في الناصرة , أو يرسل ملاكاً بستمائة جناح ليخبر بدوي في الصحراء أن ينكح ما شاء من النساء , أن لا أعتقد أصلا أن أي إنسان سليم العقل يصدق هذا و يؤمن به , فالفكرة شديدة التفاهة و السطحية و الطفولية أيضاً.

– لماذا من أنشأ الكون الذي به عشرات التريليونات من النجوم و الكواكب و المجرات , يهتم بطقوس يؤديها بعض القردة العليا على ظهر كوكب شديد الضآلة هو مجرد لا شيء في الكون الفسيح ؟ لماذا يهتم هذا الكيان اللانهائي الذي أنشأ الكون , بسجودك على الأرض أو تناولك ملعقة من قِس نصاب ,أو ترديدك لترانيم عبرانية غير مفهومة ؟! , ما الفائدة بالنسبة له ؟

– دائماً يحتج المؤمن بقاعدة السببية على وجود الإله المزعوم , فالله عندهم خلق الكون , من خلق الله إذا ؟ يرد المؤمن مناقضاً نفس القاعدة التي استند عليها وهي قاعدة السببية , مستثنياً الإله من قاعدة السببية و واقعاً في مغالطة منطقية و هي الاستثناء غير المبرر!, ويقول لك الله لم يخلقه أحد وهو أزلي ! , من أين عرفت أنه أزلي ؟ ما دليلك على أزليته ؟ أنت لا تمتلك دليلاً على وجود الله أصلا فضلاً عن أنه أزلي , انت تفترض و الافتراضات تحتمل الصواب و الخطأ و لايُبنى عليها يقين ولا إيمان , نحن نعلم الآن أن الكون نشأ من الانفجار الكبير , ما سبب هذا الانفجار ؟ لا نعلم , فرضيات عديدة , قد تكون سلسلة أكوان لانهائية , ينتج بعضها من بعض , وقد تكون أكوان متوازية , ربما , لكن أن تأتي و تفترض أن هناك كياناً عاقلاً مريداً مُهتماً , هو من أنشأ هذا الانفجار , ثم بعد مليارات السنين , أرسل ملاكاً بستمائة جناح إلى بدوي في الصحراء في كوكب أقل من ذرة غبار في الكون , ليزوجه زوجة ابنه بالتبني , فأنت إذا ياصديقي لا تمتلك ذرة منطق ولا عقل سليم

إذا بالنهاية , لا دليل مادي أو عقلي أو تاريخي أو منطقي على وجود هذا الإله , لماذا أؤمن به إذا ؟ أنا غير مقتنع بفكرة الإله , وهذا هو أول أسباب إلحادي , لمشاهدة فيديو عن الموضوع

تفاعل مع المقال:

التعليقات

جاري تحميل التعليقات...